عاشقة الكلمة... الشّاعرة التّونسيّة زهور العربي...عاشقة الكلمة... الشّاعرة التّونسيّة زهور العربي...

الاثنين، 28 جانفي 2013

وادي الشّـــمـــس


قصيد من وحي  :
لوحة (وادي الشّمس ) للتشكيلي العالمي : دلشاد كويستاني من كردستان العراق ويقيم في فرنسا





انبجسي من جوف الوادي،
يا ربّة الضّياء،
فجّري رحم الوجود النّائم في حضن 
الأسى،
أطلقينا شعاعا ماردا،
يفتضّ بكارة السّماء،
كوني عشتارا تغوي بالبوح...
مرايا الماء،
أوقدي هجير الذّكرى في أرجاء
الّنّسيان،
كوني كوكبا مائيّا،
يهزم بسيول الحلم..
قنوط الأرض،
ويفجّر في أعماقنا القاحلة
ينابيع الحياة.

مجموعة ...(وعلّم الإنسان ...)




على قمّتك يا وطني



قمّة السّعادة ان يجد الكاتب كلماته منشورة في الصّحف ويفاجأ بها وهو يتصفّح جريدة قيّمة مواضيعا وأقلاما وشموليّة واحتفاء بالإبداع والمبدعين كأبهى ما يكون ... انّها (جريدة أخبار السّاحل) من كرّمت كلماتي 
شكرا لكلّ القائمين على جريدة  أخبار  السّاحل التونسيّة 
شكرا لمن يكرّم الكلمة بتلقائيّة ودون عقد 
شكرا لكم يا ابناء السّاحل ...
كم أدخلتم ولا زلتم تدخلون الفرحة الى قلبي الطّفل 




علّــــمتني



 
علّمتني ...!
كيف أحلم،
أبني قصورا بالرّمال
وأنسى...
أنسى،
انّ المدّ كفّ هدم،
لا يرحم ،
وكيف أبحر في مراكب الشّوق،
بأيادي الرّيح أهدهد موجا ،
كي لا يثور ،
علّمتني … !
كيف أسامر طيفك في حضن
السّكون،
أراقص بدرا تلألأ،
على عزف همس كالنّدى ..
يروي ظمأ الصّدور،
علّمتني ... !
كيف أرصّع بالنّجوم قصيدنا، 
وأكون أميرة على عرش...
حبّ لا يموت،
علّمتني ...!
كيف أكون،
ولا أكون ،
ويكون الصّمت صاخبا في حضن
السّكون،
كيف أكتم آهة،
وأجفّف بنسيم الودّ نبع 
العيون،
علّمتني...! 
كيف أملأ أقداحي وهما،
أثمل ...
أثمل 
ومن دّنانه أستزيد ...
وأستزيد 
علمّتني... ! 
أرتمي على الأوراق بوحا حارقا ،
كالهجير ،
أرسم بيراعي دربا عن فؤادك 
لا يحيد ،
وأميط بعنفوان الحرف عنه حجر
الصّدود.

السرس 20\1\2013

خائن هـــــذا المساء




على أوتار قيثارة "لوركا" ،
أعزف وجعي،
أراقص على وقع الشّجن ، حلمي الهارب
هذا المساء متمرّد 
يسوق خيول ذاكرتي الى الخلف ،
رياح الشّوق تعصف باكرا على غير..
عادتها،
تعرّي جمر ا كامنا ،
يعاند وجعي ،
لا يهدأ ،
ينبثّ النّبض البارد في كلّ الأرجاء،
هربا من غسق اللّيل الموحش،
بحثا عن أكفّ الدّفء،
عن وشاح الشّمس المتوهّج على سرير الشّفق،
بدأ الحفل باكرا هذا المساء،
مدّ شبح العتمة مخالبه،
فتح أقباء الغربة،
حضر السّكون كعادته متسلّلا ،
بعد أن شيّع الشّمس الى الغرب ،
جثّة هامدة ،
عاد بحقائب السّفر خاوية ،
يصفّر في أرجائها الفراغ ،
يخاتل سدم الصّخب ،
باحثا عن أوطان العشاق،
يتنشّق بقايا عبير هم في أكفّ النّسيان ،
يوشوش قارئة الفنجان ، 
علّها تسرّ له بموعد السّفر، 
خائن هذا المساء،
يتيمة هي خطواتي المتلعثمة،
منهكة رقصاتي،
وقع أقدامي الثّكلى لا يهزّ كعادته..
المرقص،
عزف أناملي نشاز .. نشاز 
لا يطرب،
القيثارة ... تناجي " لوركا"
تتكسّر النّوتة على رجع الصّدى،
ويستحيل العزف...
سنفونيّة ... بكاء.

 

  • السرس في 22\01\2013


Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوّار المدوّنة

free counters