عاشقة الكلمة... الشّاعرة التّونسيّة زهور العربي...عاشقة الكلمة... الشّاعرة التّونسيّة زهور العربي...

الجمعة، 8 جويلية 2011

احتراق البقاء >>> الشاعرة التونسية زهور العربي

كسنديانة شامخة لا تشتكي

يجثو على صدرها شبح

الصّمت

راسية كجبل الشعانبي

كنبات بريّ

شيطانيّة الجذور عنيدة

لا تلين

تولد من رحمها غابات

الصّبر الكثيفة

تكبر الغابات في حضنها

الخصب

الفسيح

ترضع نبرات صوتها المكبوت

الجريح

تتشبّع بالكبت

يثقلها

ترسله مع نسمات الصّبح

صرخة

ينثرها في أرجاء فروعها الرّيح

همسة بطعم الجمر

مشحونة بأنفاس القهر

المقيت

يشتدّ القيض

يصهد وجه الحقّ

تصبح الغيوم عقيما

تتلبّد سماء غربتها

يومض البرق في صدرها

تنفرج ظلمته

تنطلق أخيرا من الأعماق

صرختها

سعيرا كما الزّحف الهلاليّ

يمتدّ

ترتوي كلّ أوراقها العطشى لنبيذ

النّور

ترفرف الأرواح شوقا

للّهب

تسير في هودج الاحتراق

ويهدل الحمام في جوف وجدانها

الجدب

ينتفض

يفكّ قيوده

يتذكّر أنّه ابن الأفق

يفرد جناحاته

ينفخ في الصّور

الآن حضرت قيامتكم

اتركوني ارتمي في النّار بإرادتي

أغرّد بإرادتي

وارفع على رؤوس الأشهاد

رايتي

أيّتها النّجوم تلألئي

اكتبي على وجه السّماء

رسالتي

(أكون أو لا أكون)

مدّي ذراعيك يا سنديانة القهر

احضنيني

احضني المدى

شامخة انت كأمّي أنا

ساجدة تتلو الرّجاء

تلو الرّجاء

كالقمّة أنت تناجين القبّة

الزّرقاء

تتوسّلين لإله الحياة

ليرسل طوفان الرّفض سيولا

تكسّر مجاديفهم

وتجرفهم

أنا أوراقك يا سنديانة القهر

أحترق

لتنسجي من أسلاك الأمل

حلّتك



قراءة في قصيدة.. تحترق لتسيل أسلاك الأمل للشاعرة زهور العربي \ عيال الظالمي


الخميس, 07 تموز/يوليو 2011 13:16
 
قراءة في قصيدة.. تحترق لتسيل أسلاك الأمل  للشاعرة زهور العربي /  عيال الظالمي

رؤيةُ العَازِفِ وهو يُحَرّكُ أنامِلا ًعلى أوْتار ِمَشْدودةٍ صَلِبةٍ تُحرّكُ كثيراً عواطفَنا ،يُرى من
خلالِها صوتَ روحٍ ،خريرَ دَمْع ٍ. صوتٌ يَعيدُ صُورَ جِراحِ ِ.ففي (احتراقُ البقاء) توافقَ
التضادُ بينَ المَعْنى المُتنافرُ،والحَقيقة ُلبقايا الاحتراق ِوهو رمادٌ يُذرّى.

فالحرقُ لا يَترِكُ شيئا يُستفادُ مِنـْهُ ،تُرى ماذا خلّف؟؟أَغيرَ سُخام وهلْ لنا الحَقُّ أنْ نسأل زهور العربي (أيّ مرفأ كانَ في العاصِفة؟)  لتتهجَّ عيونُنا مفرداتَها حولَ سنديانة الشّموخ ِوكيفَ تَحمّلتْ كلَّ هذا اللّهب المُضْني عبر سنواتٍ ،كانتْ أشجارُها تنمو وتتسَلقُ أكتافَ  الغُيوم ِ،وتنهمرُ أعْشابُها على صهواتِ الصّخورِ ،حتّى أمستْ قِبلةُ النباتاتِ المُقدّسةِ . وكَيفَ اسْتغَلت جيوشُ الظّلامِ سُحابة النّهار لتُنصّبَ شبَحَها الكبيرَ لكي يَتمَطـّى على صدرها  إيابا وذهابا ،مُستغلا ًصَمتَ الحُروفِ بَعدَ إغلاق ِموانئ الشّفاه،وصمت َالطيور وصَمتَ الحَجَر ليُنبتَ مناسرَه ُالوَحشية َبمختلفِ طـُرقِ الدّهاء المَاكِرةِ لألاّ تقوم لكن لـ(زهور) رؤيا معاكسةِ:

كسنديانة شامخة لا تشتكي
يجثو على صدرها شبح
الصمت
راسية كجبل الشعانبي
كنبات برّي
شيطانية الجذور،عنيدة
لا  تلين

ثقوبُ ستر الرّوح مُعضِلة ٌ، لا تُغلقُ لتكوّنها نتيجةَ قِصَر في موضع ٍما من بِناءِ التكوّين الابتدائي في شَخْصيةِ الفَردِ، ولا تـُرَتقُ مهما خُصّفتْ بلـِحاء الكماليات، أو أ ُطـّرَتْ بالقَصْد
الغير مُتعمّد.هكذا هُم رؤساءُنا!!! فمعجونُ الأسْنان يُزيلُ العالق َلتبرَقَ لكنه لا يُقوّمُ  ما إعوجَّ  أو ترميمَ التـّألف لذلك يعشقونَ الشاّشات ِ، ويهجرونَ الغاباتِ التي تتوالدُ بصَبرٍ.
تُعاني شِحّة أمْطار المسؤولية ِوتشذيبَ الغث ِّ،لان عواصفهم حينما أتتْ أسكتتْ تنفسَ الأشجار بالكبْتِ حدَّ التُخمةِ لمنع ِالضّوءِ، والماءِ، ومعانقةِ الفَضاءِ:-

تولد من رحمها غابات الصبر الكثيفة
تكبر الغابات في حضنها الخصيب
الفسيح
ترضع نبرات صوتها المكبوت
الريح
يثقلها ترسله مع نسمات الصبح
صرخةً
العتمة ُالمُصْطنعة ُلا تَدومُ فأوراقُ( نبات الخِرْوعْ) مهما كبرَت ْلنْ تحجبَ ضوءَ الصُّبح أو صوتَ صرخةٍ ،لان الحُجُبَ لا تحِدُّ الرّيحَ. تنقلـُنا شاعرتُنا بروحِها لركـامِ الأيـّام المُهَشـّم ، إلى القـَيضِ بصَيْهودِهِ الـّذي يَلفحُ وجُوهَ شعبِ السّنديانةِ الشـّامخةِ،  فلكُل ِّهمسة ٍجميلةٍ يَلتحفـُها حتى تلتهِبُ الشـّفاهُ والوَجناتُ ، لانَّ القـَهْرَ ارتَدى مُويجاتِ تِلكَ الهَمَساتِ الخائفةِ ِالمُرْتبكةِ  الـّتي  تَـَحط ُّعليها العُيون ُ،عُيونُ الرّقيبِ. وأيُّ رَقيب ٍيُقصي ويُقْصِر الأشْكالِ ويُغيرُ خارطة َالأحْلام ِوتُضيّقُ مساحاتِ الأقلام ِ، ولمْ يَترك ْالبَرْقَ حتـّى المَكبوتِ في الصّدور مِنْ أنْ تشـْرَأبَ أجفانُهُ لمُعانقة فضاءَ الحريةِ:-

همسة بطعم الجمر
مشحونة بأنفاس القهر المقيت
يشتد القيض
يصهد وجه الحق
تصبح الغيوم عقيمة
وتتلبد سماء غربتها
يومض البرق في صدرها

ترْسِمُ(العربي) صُورَها الانطباعية َبحُسن ِالثـّقـَة ِ، لا تَحتاجُ لعُمْق ِحروفِها ، ولا لتراكيبِ غوصٍ في لـُغة ِالصّورِ .لانَّ الصّورَ الطبيعية َتمتلكُ نفسَها .لذا نقلتنا وإيّاها بصَوت ِالحَبيْبةِ
صوتُ الأمِّ وعينُها حيْثُ تتذاوى أشْجارُ غاباتِها ،إلى أنْ تعَافتْ ، ولمْلمَتْ جذورها لتصْمدُ . وكيفَ كبرَتْ صَرختـُها وتنامتْ ،كما تنامى جذرُ كلِّ شجرة ٍفي طِباق ِأرْضِها الخَضراء. وتسَامتْ أقلامُ أبْنائِها وتقدَمتْ خُطاها كسَعيرٍ بَدا بخطوةٍ عِنْدَ أولِ إضاءة ٍلهلالِها،حتـّى تكابَرَ ليُصْبح َبدراً وينشُرُ الـّنورَ بالأرجاء :-

تتفرج ظلمتها،
تنطلق أخيرا من الأعماق صرختها
سعيرا كما الزحف الهلالي
يمتدُّ
ترتوي كلُّ أوراقها العطش
لنبيذ نور

تـَنْتفضُ الحياة ُبِنورِها ،ويَهدلُ الحَمَامُ في وجدانِها الجّدْبِ، وتكْسُرُ أطوادَ المَنْع ِ، وتـَـنـْفكُّ زُرَدُ القيودِ، تُفرِدُ الأجْنِحَة ُفي الأفِق ِهكذا، وعندما نـُفِخ َفي الصُّور وابْتدأ النشورُ حَسَبَ ما تـرى، فقدْ حاكَمَ الشّعبُ سَجّانـَهُ، وقامتْ السّاعة ُفليَتحَمّلَ مَنْ عَمَلَ عملٍ وزْرَه ُووزْرَ مَنْ عَمَلَ بهِ لتلك السّاعَةِ. وَهـَبَّتْ الّسنديانة ُتنْشُرُ شَعْرَها وتـُنشِدُ القادمين َ:-

اتركوني أرتمي في النار بإرادتي
أُغرد بإرادتي
وأرفع على رؤوس الأشهاد رايتي
أيتها النجوم تلألئي
أكتبي على وجه السماء رسالتي
))أكون أو لا أكون((

هذه ِهيَ المَحَطَة ُالتي تنْظُرُها (زهور العربي) حيناً مَد َّالشعبُ يَديهِ ليَتماسَكَ، ويَحْتضنُ الفَجرَ الجَديدَ ليَبْني قاعِدَة َالأُسُس ِالصّحيْحة َوفـْقَ مَعاييرٍ سَماويةٍ حَقـّةٍ ، وتكاتفٌ وَطنيٍّ صادِق ٍتحْتضِنُ القِوى المُختلفة ُ، ليُصْبِحَ  المُجتمَعُ طوفانا ًيُرْسِلُ سُيولَه في شتّى الأماكن يرْدِمُ المَوبوءَة َمِنْها ، ويُخْرج النـَّبْتَ في الأراضي الصّالحةِ . وسَتشرقُ الشـّمسُ وتـُورقُ
أشجارُ السنديانة ِالجّميلة ِ،لتنسجَ من خيوطِ الأملِ جلابيبَها البَهيّة َ. وتأتزِرُ بِقوة َالصّمودِ  والتحدي تـَشد َّالعَزْمَ وبناءَ المُسْتقبلَ ،وهُنا تـَضعُ حلـّة ًجديدة ً:-

مُدّي ذراعيك يا سنديانة القهر
احضنني
شامخة أنت كأمي أنا
ساجدة تتلو الرجاء

حتـّى صارتْ(زهور العربي)إحْدى تِلك َالزّهَرات ِاليانِعَةِ الـّتي تُغامِرُ بِعطرِها وتـَنشرُ أوراقَـَها على جفونِ ِالرّاعفين َأكاليلَ غار ٍ:-

أنا أوراقك يا سنديانة القهر
احترقُ
لتنسجي من أسلاك الأمل
حلـّـتك............

في بيت الشعر

الشاعرة زهور العربي اعترفي

الثلاثاء، 28 جوان 2011

عربية وافتخر مجموعة شعرية جديدة للشاعرة زهور العربي




عربيّة وأفتخر... مجموعة شعريّة جديدة للشّاعرة زهور العربي


صدرت للشاعرة التونسية زهور العربي مجموعتها الشعرية الجديدة "عربية وأفتخر" فلنقرأ "عربية و أفتخر" ونفخر معها بالانتماء. هي تضحكُ انتصاراً لبكائها،
 فهي تريد الرحيل إلى منتهى الأحاسيس وتشتهي الاغتسال بدموع الوجع لتتدثر بوشاح التحدي فهي تؤمن تماما بأن الذين يقاتلون من اجل إثبات وجودهم متحدين كل الصعاب هم وحدهم الذين يُنشدون اُغنيةَ الانتصارِ في الآخر!!

هل يمكن أن نعطي لكلٍ منا حيزاً من الراحة لما نرى ونسمع مما يحزن النفوس.... وهل أن الشعراء هم أُناس مَثلُهم مَثَل سواهم يمرون على الأشياء ويحسون بها ويعطون أراءَهم ويمضون كما يمضي غيرهم من سائر الناس؟ فالجواب حتما كلا والف كلا.
الانتماء للأرض وللعروبة سمةٌ اساسيةٌ في مكونات اللوحة الشعرية عند الشاعرة زهور العربي وهذا الشعور العارم واللصيق بالانتماء لكل ما هو اصيل وكريم هو الهاجس الذي تضعه نصب عينيها عند المباشرة في اخماد اللحظة الشعرية ساعة نقرها على مخيلتها.... فهي هنا ليست بالضرورة من تتكلم وانما هناك روح الشاعرة التي تحس وتشعر وتلامس كل الهواجس ولم تكن تلك الهواجس هي المحرك الوحيدة لمخيالها الشعري الواسع وانما تستحضر كل آهات وأنين الفقراء اينما وجدوا في عالمها العربي المبتلى بكل اسباب التخلف والقهر، فهي شامخةٌ تحتضنُ الأيام وتصارع الظلام...تدخل التاريخ وبكل عنفوان تفتحُ السجون وتشرع الابواب لتحرر الحروف من اغلالها وترسلها حجارة ترجم بها من خانها ولن تكتفي بذلك فهي توقف الزمان ليشهد بأُم عينيه جنازة الركوع والخنـــــوع و تقول في مكانٍ آخر:
أضحك ملء شدقيّ و أعلن لهم بصوتي العالي أنا هنا زهور العربي بكلّ تفاصيلي بكلّ انكساراتي ورواسبي بكلّ الاستقرار العائلي الذي أعيشه بكل الكبت والأحلام المبتورة وبكل أخطائي وعيوبي وانفعالاتي وبكلّ ضعفي وحساسيتي المفرطة حدّ الوجع بكلّ آهاتي بكلّ ولهي بعروبتي وبكل احتوائي للآخر كما هو وبكلّ جراحي التي أسعى إلى إخمادها بماء الصّبر المتدفّق من مآقي الأيّام وببسمة التّحدّي التي أدمنتها وأخذتها سلاحا......

وسمةُ التحدي عند الشاعرة زهور العربي هي صناعة الحروف والسهر على صياغتها واظهارها بزخرفة تكاد تكون فريدة في رسم خطوطها الانيقة.... التي صيغت في 63 قصيدة تناولت فيها مختلف اغراض وفنون الشعر، وماذا يُراد من الشاعر أن يقول إذا ما علمنا أن لغة الشعر تختلف عما سواها من حيث الرقي والسمو؟

لقد أدت الشاعرة كافة الادوار التي تحبها والتي اجادت فيها.. أدت دور المقاتلة والحبيبة والعاشقة والمتألمة والمتحدية والرافضة لكل ما هو بالٍ لا يمت للواقع بصلة لا من قريبٍ ولا من بعيد.... ثم دور الساخرة مما يقول وينادي به البعض بقصد أو بغير قصد ناهيك عن دورها كزوجة محبة وأم مثالية ومربية.... أليست هذه الادوار هي الاسلحة التي اتقنت استعمالها بدقة وبالزمان والمكان المناسبين.... إذاٌ لنبدأ الآن نقرأ " عربيةٌ وافتخر ".......!!

حمودي الكناني 


تــــحــــدّي

أيّها القدر


سأتحدّى أحزاني
ومن شجوني سأبسم
سأحيل دمعي
غيثا
يحيي النّبات
و الشّجر
يحيى الورود رغم
القحط
ويجعل شذاها
عبيرا
في الكون ... ينتشر
أيّها القدر
لم أعد ... أخشاك
عليك حتما ..
سأنتصر
وستتعلّم من صمودي
دروسا
و تأخذ من عنادي
العِبر

عربيّة وأفتخر


الاثنين، 27 جوان 2011

أسيرة الهوى




لازلتُ يا حبيبي أسيرة الهوى 
 أنسج ....من خيوط الشّمس
قصّة الوفاء
أنشد على أنغام الطّير
لحن صبري.. بإباء
لا زلتُيا حبيبي أرى الأمطار ..دمعا 
ونزولها بكاء
لازلت تلك الطّفلة الشّديدة النّقاء
عميقة الإحساس 
أسيرة الولاء
...لا زلت أرى الغيوم حزنا
يقشعه الضّياء 
...وفي الغروب  رغبة
في البعث والحياة 
لا زلتُ يا حبيبي أحلم  باللّقاء 
أدوّن بصمت كلماتي  ...المنتقاة 
أهمسها بداخلي ...مخافة  الوشاة 
 لا زلتُ يا حبيبي أراك في الدّجى
أناجي في عينيك البدر والضّياء
وأعتنق في حضنك الكون والمدى 
لا زلتَ يا حبيبي حلميَ المشتهى 
...وحظّي في هواك 
أن أمسك العواء



من  مجموعتي .............عربيّة وأفتخر 




Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوّار المدوّنة

free counters