عاشقة الكلمة... الشّاعرة التّونسيّة زهور العربي...عاشقة الكلمة... الشّاعرة التّونسيّة زهور العربي...

الثلاثاء، 21 أوت 2012

القصيدة عند زهور العربي صرخة روح وجسد... جريدة الزّمان

القصيدة عند زهور العربي صرخة روح وجسد

مقال من جريدة الزّمان، جريدة عربيّة دوليّة مستقلّة. العدد 4225 بتاريخ 13 جوان 2012.
وجدان عبد العزيز


ذات ليلة، كانت انفعالات الحروف تتصاعد وهجا وصرخات تلتم في نقطة ما، وسرعان ما تتبعثر في تشظيات الأعماق، وهي ترسم ألام النفور عند ملتقى صرخة الروح والجسد تلك القصيدة التي حملت أوجاعا بصمتها الشاعرة زهور العربي بعد عنائها الرحيل إلى منتهى الأحاسيس » إلى آماد الحيرة في صراع محتدم بين الكينونة الإنسانية التي تحملها الشاعرة والباحثة فيها عن ملاذات الخلاص، ليس لذاتها فقط، إنما لكل الإنسانية، لتكون الشاعرة زهور العربي وشعرها سمو من الواقع المر الى خيال خصب، لتقديم صورة ترقى إلى الأخذ بيد الأماني نحو التقرب من الحقيقة محاولة منها لتجاوز المعاناة والتحليق بالقرب من نسائم الانعتاق، وبهذا يكون الشعر إذن استجابة نابعة من انفعال عاطفي وتفكير عقلي وبدون هذين الاثنين لايكون لدينا شعر، إضافة إلى ذلك ينبغي ان تكون استجابة القارئ مبنية على إحساسات الشاعر وشعوره وليس على الحقائق المجردة والمعطيات الموضوعية ص21 النقد التطبيقي التحليلي، هذا الصراع ونتائجه المفترضة تكورت في قصيدة صرخة الروح والجسد ابتداءا من العنونة التي جمعت بين متطلبات الجسد المتناقضة أحيانا كثيرة مع متطلبات الروح، لخلق فكرة جمالية عن حالة التوازن، فــ الفكرة الجمالية، هي محاولة ناجحة على قدر الإمكان في عرض الفكرة العقلانية، انها موهبة العبقري في توليد الأفكار الجمالية، وان صيغة التعبير خاضعة لحكم الذوق ، فالشاعرة العربي عاشت خليطا من الوعي واللاوعي في قصيدتها..





الثلاثاء، 14 أوت 2012

انعتـــــــاق


وجع يقتاتني
ويسكبني في القصيد وجعا …وجعْ،
دموع وقحة أخاتلها ،
تعرّيني وتنهمر،
جسد غضّ صلبوه على وتد من حجر ،
يتقاذفه غباء الجهات الأربع،
اجنحة دجّنها قلب عن ريش الحرام... يأبى أن ينفصل،
لحن تعزفه ربابة غريبة بلا وتر ،
صوت يذبحه الصّدى،
على ربوة الحبّ يعوي نذير الجدب ،
تدقّ نواقيس … السّفر ،
سفر الى المجهول قاربه بلا أشرعة،
على موج يتيم ينتظر،
آهات تتأجّج في جوف المنارات،
تدوّي في صدري … تنتشر ،
ضربات ..في المقتل،
تمدّ مخالبها باردة،
تخنق كرزا على الشّفاه يحتضر ،
يموت الحمام على السّجّادة فوق القباب ،
تغيب الشّمس في كفّ الصّباح وتضيع منها البوصلة ،
آه يا ريش الحرام .. لم تنتصر ،
خلعتُ أسمالك
ما عاد مهدك النّاعم لحلمي الطّليق يتّسع،
سفر على أجنحة الرّفض…آت،
صرخة تفجّر رحم السّبات،
مركبتي غيمة عامرة
زرعتني في رحم السّماء السّابعة.

السرس في 13\8\2012



سلاما على كلّ أنثى



سلاما على المتسربلات بعفّة مريم،
على حفيدات الحُميرْاء،
.. على العاشقات سرّا
يَقتاتهن صهيل مقيت،
وعلى قلوبهنّ مزالجُ من حديد
صدأ،
سلاما على الكادحات ...
مثقلات بملح العرق،
على الذّائبات شموعا على باب المتاه،
يُشرَبن نبيذا على نخب الغياب،
في خدر الغسق،
سلاما على الدّاميات اليدين،
لتُزهر في المآقي الحزينة،
لآلئها،
على جدّتي تطعّم بالرّوح قلب الرّحى،
تسْحَل بالصّبر جوع أيّامها الهاربة،
تطحَن بسواعد الوهن...
صوّانها.
سلاما على أمّي، تمضي بدرب العطاء
شعلةً ....
في صدرها ألسنةٌ كامنةٌ،
سلاما عليَّ أنا ...
أصطلي بعروبتي الجاحدة،
من ج وف ضعفي ،أبعث حروفي
نبالاً ذكيّة،
سياطَ (عذاب )،
لا تخشى في الحقّ تيجان ملك،
على رؤوس مقعّرة،
غبيّة.
سلاما عليها علّيسة تغنّي للبحر
أوجاعها،
تشقّ عُباب الغموض لترتاح في حصن
قرطاجها،
تغتسل بملح الرّحيل من لعنة بيجماليون،
وأخّوته القاتلة،،
سلاما على الخنساء فارسةً
تُهمي بالبوح غيومَ القصيد،
تروّض ماردها ...
تنسكب احتراقا بدمعة من شدّة اللّوعة،
جمرةٌ حارقةٌ،
سلاما على جميلة بنت الجزائر ،وأمِّها
التّونسيّة،
تهب غصنَها الغضّ فداء القضيّة،
تُبلسم بهوى الوطن قروحها النّازفة،
ترسل أغلالها من زنزانة الموت،
أجنحة طليقة ...
ماردة.
سلاما على نوال الفراعنة،
جمجمة تَعافُ المهادنة،
صرخة النّور ضدّ الظلام صامدة،
على رأسها الطّير يقتنص أفكارَها
الثّائرة.
سلاما.... سلاما على كلّ بذرة نادرة،
تتوالد في رحم تربة جامحة،
تعبّد برميم عظامها طريق الخلاص



زهور العربي
10/03/2012


الخميس، 9 أوت 2012

مرايا الوجع



اعتقيني أيّتها المرايا الشّرسة 
ما عدت أراني فيك 
ما عدت أعرفني في حضن بات ينكرني 
من أنا ؟ 
من أين أبدأُها الخطى 
حفريّات ذاكرتي تتباهى بقلاعها الماجدات 
وفي صدري يحيا اللّيل
تتربّع على عرشه أعتى الخيبات 
وفي ينابيعها تصطلي أقدم ... أقدم .... أقدم ... الفتوحات 
تجلدني مرايا الأزمان الغابرة 
كيف أقطع مشيمتي من هذا العهر 
كيف أحرّف زمكان ولادتي 
أريد أن أغيب عنّي قليلا 
أن أشتاقني قليلا 
أن أنسلخ عن جسد بات سجنا يخنقني 
أن أخلع أسمالا لا تشبهني 
أينما يمّمت وجهي أراها خفافيشَ ناعقة 
سكاكين تهدّد وريد الانتماء
تسلّطها رياح تسربلها الأهواء 
أراها تنعكس على سطح بلا سماء 
اعتقيني يا مرايا الزّيف 
ما عدت أصدّق انعكاسي في وجهك المدنّس 
ما عاد عطرك يحمل أنفاسي 
ما عاد ترابك يتمنّى أن يحضن رفاتي 
اعتقيني يا مرايا الغربة إنّني أبحث عن جلد الثّور 
عن أفلاطون ليعلّمني كيف أطهّره الوطن 
السّرس في 9\8\2012



Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوّار المدوّنة

free counters