عاشقة الكلمة... الشّاعرة التّونسيّة زهور العربي...عاشقة الكلمة... الشّاعرة التّونسيّة زهور العربي...

الخميس، 22 نوفمبر 2012

مرود اللّقاء



مرود اللّقاء 

هذا المساء موحش،
داكن وشاحه،
بلابل القلب تؤوب...
مثخنة بالحنين،
صامتة،
لا تدندن كعادتها..
همسك،
وها الشّمس مرغمة،
تلملم بقايا الضّوء،
وتمتطي دامعة موكب
الرّحيل،
وها الشّفق يلفظ بقايا أنفاسه،
يقتاته الأنين،
تشتدّ على الرّوح قبضة السّكون،
يعربد في أرجائي هجير الشّوق،
وتقتاتني الظّنون،
أيّها المتدثّر بالغياب،
أما آن لعيني أن تحتضن
طيفك؟
وتتكحّل بمرود اللّقاء ؟

زهور
22\11\2012

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

الشّاهد الرّخاميّ الجاحد



الشّاهد الرّخاميّ الجاحد

كنت هناك، بين تلك الأرواح المتسربلة في البياض، اكتسحني صمت الفضاء النائم في ملكوت الفناء، تقدّمت بخطى مشتاقة، وآهات علقم عالقة في الحنجرة، كان يرقد هناك، على بعد أمتار من الزّفرات الحارقة الّتي صهدت فؤادي، المسجّى بين الضّلوع، شردتْ مني نظراتي، خطفها ذلك البياض الهانئ في أحضان الخضرة، مفترشا الثّرى، متظلّلا باللّحود. وفي لحظة بائسة، تصلّبت قدماي أمام ضريحه المتدثّر بورود الأحبّة ..
رحماك ربّي لم أعد أقوى... توقّفت أنفاسي، غابت في نشيج كاد يقسم صدري.. لم أعد أقوى على الوقوف، أنخت جسدي الواهن على مقعد بارد بجانبه يبكي فراقه، مددت يدي الثكلى أتلمس جسده الهامد، أتحسّس حرارته، أستجدي حركاته الهاربة، أتنشّق بقايا ربيعه الباهت. واصلت واهمة، واخترقت الصوّان بشوقي العارم، لأبحث عن يده الحانية وأتدفّأ أنفاسه الكامنة، غبت في عالمه لست أدري كم من الوقت، كلّمته وأخبرته عن الأولاد، عن البيت، عن الوطن، عن رائحة الموت في غزّة الّتي يحبّها، عن كلّ الأحباب الّذين مازالوا يبكونه، قلت له منذ رحلت هجرتنا الفرحة، وسكنت ديارنا الوحشة.. قلت... وقلت... وتعالى دعائي وأنيني.. ولم تتوقّف يدي إلى أن اصطدمت بالشّاهد الرّخامي الجاحد.. صفعتني الحقيقة بالتاريخ والاسم .. إلهي "هنا يرقد المرحوم حمادي العربي" حينها بحثت عن يده في يدي الخاوية، مددتها بإعياء لتكفكف دمعة لاسعة، ولململت بقاياي بقلب كليم مردّدة ' إنّا لله وإنّا إليه راجعون '

زهور 15\11\2012

الخميس، 15 نوفمبر 2012

اخضـــــــــــرار الفصـــــــول


من وحي لوحة ( اخضرار الفصول ) للشّاعر الرّسام التّونسي الأستاذ سالم الشّعباني 


اخضـــــــــــرار الفصـــــــول 

اسريِ بنا
يا ريشة الأحلام
ابعثينا في آفاق بوحك
جناحا
اخلعي ليلا بهيما يقتات
صفاءنا
دثرينا بوشاح النّهار
الباسم
اغسلي أدران عمر آفل
وحاضر تقتاته قتامة
لا تهادن
ازرعينا في كبد الشّمس قربانا
للسّعير
نروم به تطهّرا وخلاصا
ازرعينا في خميلة الشّفق "منّا"
يزورنا مع كلّ فجر
ليملأ أكفّنا الخاويات
يا ريشة الفنّان الطّليقة
با "اخضرار الفصول " الخالدة
سربلينا بقوس السّماء
الزّاهي
غازلي النّجوم والسّكون
وبدرا في الدّجى
ميّاس
ما عادت فصولنا الأربعة تتّسع
لربيع يتوهّج في أعين
العشّاق
إلينا يا ريشة الأحلام بفصل خامس
وسادس..
وسابع ..
وألف ...
لا تكوني قانطة كالسّنين
العجاف
اخصبي غيوم الحزن، داعبي أثداءها
ابعثي زخّاتها رُسلا
تُحيي في عمق أعماقنا
الألوان 

~زهور العربي .......14\11\2012~


الأحد، 11 نوفمبر 2012

كلماتنا ...



كلماتنا ...

كلماتنا...
تسّاقط كحبّات المنّ
عسلا،
على الشّفاه الظّمأى
تستقرْ
كلماتنا ...
شدو بلابل على ضفاف
قلوب متعبة،
غمامات رحمة،
تظلّل جنائن الحنين،
أسراب من السّلوى تؤنس العشّاق
ساعات السّحر،
كلماتنا...
أحلام شريدة،
تمدّ أصابعها حانية،
لترتق بقايا عمر
قبل أن يندثرْ،
تشقّ صدر السّماء،
تزرعنا في جوفه أطفالا،
بأكمام النّجوم نلهو،
وننام متعبين في حجر
القمر ْ
كلماتنا ...
نظرة، فاختراق، فسفر، فموعد،
فهمس، بين الضّلوع
يشتعلْ
كلماتنا ....
يا لكلماتنا... الجذلى!
في القصيد، تُهمي المحابر ،
تُخصب القرطاس،
ومن حلاوتها ينتشي
القلمْ 

زهور العربي
11\11\2012

الاثنين، 5 نوفمبر 2012

طائر النّورس



طائر النّورس 
إلى متى سنسكن السّراب ؟
وتسحب رياح الضّياع خطانا ؟
إلى متى سأحمل حلمي الوليد،
جمرة بين الضّلوع كامنة ؟
مازال طائر النّورس يحلّق افتراضيّا،
على شاطئ الأحلام تائها،
ىين مدّ صفعاته لا ترقّ ،
وجزر يسحبه نحو الهاوية،
مازال يغزل من طحالب الصّبر خيوطا،
عبثا يحاول رتق البحر باليابسة،
وجلد الماء زئبق، عاق،
يهرب من إبرة الوصل،
ينساب من بين أنامله كأيّام العمر
المخاتلة،
مازال بإرادة سيزيفيّة يعيد المحاولة،
آه، يا أملي الشّارد في منافي الصّقيع،
وأكفّ الشّمس من الدّفء خاوية،
وحلم العمر في العراء يضرب أخماسا
بأسداس،
كيف أقنع قلبي بحتميّة المعادلة !!!
مازال طائر النّورس مزهوّا بأجنحته الفارعة
على شاطئ الذّكرى يداعب بضحكاته
رجع الصّدى
أيلول..
يا، أيلول،
أسمعك تصفّر في أرجائي،
احْملْ ريحك عنّي،
أجّلْ مواسم الدّمع،
أنْبِتْ فسائل الفرح في غيومها المالحة،
كذبت قارئة فنجان الحياة،
حين رمت بي على ضفاف الحلم
جثّة هامدة،
وأسكنت كلماتي قصيدة مارقة،
يا طائر النّورس شدّ على الجرح،
كفكف بأكفّ الصّباح نزف الذّاكرة،
واحضن شواطئ الأمل بأجنحتك البيضاء
الماردة،
1\11\2012


Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

زوّار المدوّنة

free counters