سلاما على المتسربلات بعفّة مريم،
على حفيدات الحُميرْاء،
.. على العاشقات سرّا
يَقتاتهن صهيل مقيت،
وعلى قلوبهنّ مزالجُ من حديد
صدأ،
سلاما على الكادحات ...
مثقلات بملح العرق،
على الذّائبات شموعا على باب المتاه،
يُشرَبن نبيذا على نخب الغياب،
في خدر الغسق،
سلاما على الدّاميات اليدين،
لتُزهر في المآقي الحزينة،
لآلئها،
على جدّتي تطعّم بالرّوح قلب الرّحى،
تسْحَل بالصّبر جوع أيّامها الهاربة،
تطحَن بسواعد الوهن...
صوّانها.
سلاما على أمّي، تمضي بدرب العطاء
شعلةً ....
في صدرها ألسنةٌ كامنةٌ،
سلاما عليَّ أنا ...
أصطلي بعروبتي الجاحدة،
من ج وف ضعفي ،أبعث حروفي
نبالاً ذكيّة،
سياطَ (عذاب )،
لا تخشى في الحقّ تيجان ملك،
على رؤوس مقعّرة،
غبيّة.
سلاما عليها علّيسة تغنّي للبحر
أوجاعها،
تشقّ عُباب الغموض لترتاح في حصن
قرطاجها،
تغتسل بملح الرّحيل من لعنة بيجماليون،
وأخّوته القاتلة،،
سلاما على الخنساء فارسةً
تُهمي بالبوح غيومَ القصيد،
تروّض ماردها ...
تنسكب احتراقا بدمعة من شدّة اللّوعة،
جمرةٌ حارقةٌ،
سلاما على جميلة بنت الجزائر ،وأمِّها
التّونسيّة،
تهب غصنَها الغضّ فداء القضيّة،
تُبلسم بهوى الوطن قروحها النّازفة،
ترسل أغلالها من زنزانة الموت،
أجنحة طليقة ...
ماردة.
سلاما على نوال الفراعنة،
جمجمة تَعافُ المهادنة،
صرخة النّور ضدّ الظلام صامدة،
على رأسها الطّير يقتنص أفكارَها
الثّائرة.
سلاما.... سلاما على كلّ بذرة نادرة،
تتوالد في رحم تربة جامحة،
تعبّد برميم عظامها طريق الخلاص
زهور العربي
10/03/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق