كسنديانة شامخة لا تشتكي
يجثو على صدرها شبح
الصّمت
راسية كجبل الشعانبي
كنبات بريّ
شيطانيّة الجذور عنيدة
لا تلين
تولد من رحمها غابات
الصّبر الكثيفة
تكبر الغابات في حضنها
الخصب
الفسيح
ترضع نبرات صوتها المكبوت
الجريح
تتشبّع بالكبت
يثقلها
ترسله مع نسمات الصّبح
صرخة
ينثرها في أرجاء فروعها الرّيح
همسة بطعم الجمر
مشحونة بأنفاس القهر
المقيت
يشتدّ القيض
يصهد وجه الحقّ
تصبح الغيوم عقيما
تتلبّد سماء غربتها
يومض البرق في صدرها
تنفرج ظلمته
تنطلق أخيرا من الأعماق
صرختها
سعيرا كما الزّحف الهلاليّ
يمتدّ
ترتوي كلّ أوراقها العطشى لنبيذ
النّور
ترفرف الأرواح شوقا
للّهب
تسير في هودج الاحتراق
ويهدل الحمام في جوف وجدانها
الجدب
ينتفض
يفكّ قيوده
يتذكّر أنّه ابن الأفق
يفرد جناحاته
ينفخ في الصّور
الآن حضرت قيامتكم
اتركوني ارتمي في النّار بإرادتي
أغرّد بإرادتي
وارفع على رؤوس الأشهاد
رايتي
أيّتها النّجوم تلألئي
اكتبي على وجه السّماء
رسالتي
(أكون أو لا أكون)
مدّي ذراعيك يا سنديانة القهر
احضنيني
احضني المدى
شامخة انت كأمّي أنا
ساجدة تتلو الرّجاء
تلو الرّجاء
كالقمّة أنت تناجين القبّة
الزّرقاء
تتوسّلين لإله الحياة
ليرسل طوفان الرّفض سيولا
تكسّر مجاديفهم
وتجرفهم
أنا أوراقك يا سنديانة القهر
أحترق
لتنسجي من أسلاك الأمل
حلّتك
روح الأيمان بالله و بالذات اصل كل اطمئنان
ردحذفو الوفاء للإنسان أيًا كان هي قمة التشبث بالمبادئ
ثبتك الله على هذا يا زهور و زاد من عزيمتك و إصرارك و خاصة خاصة صلابتك
دمتي مبدعة يا زهورنا الغالية